You are currently viewing البخاري شيخ علماء الحديث الجليل وسيرته العطرة

البخاري شيخ علماء الحديث الجليل وسيرته العطرة

في هذه المقالة سوف نتحدث عن إمام لم يختلف عن صدقه وصحة رواياته أحد وهو من كبار الحفاظ والفقهاء ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، والذي تناول في كتابه كل الأحاديث الصحيحة عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الإمام الحافظ الأمين منبر العلم الإمام البخاري.

في هذه المقالة سوف نتناول مولده ونشأته وانجازاته في خدمة الاسلام ورحلاته ومؤلفاته ووفاته.

مولد البخاري ونشأته

هو عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردربه الجعفي البخاري، ولد الإمام البخاري في أحدى مدن أوزبكستان حالياً في بيت علم، حيث كان أبوه من المحدثين وأشتهر أبوه بسمته وورعه ورحل لطلب الحديث فروى عن مالك بن أنس وعن حماد بن زيد ورأى عبد الله بن المبارك وتوفي أبوه وهو صغيراً فنشأ البخاري يتيماً في كنف أمه، وروى المؤرخين أن البخاري أصيب بصره وهو صغيراً، فرأت أمه رؤية بها سيدنا إبراهيم وقد قال لها: (( ياهذه لقد رد الله لابنك بصره لكثرة دعائك وبكائك))، فأصبح وقد رد إليه بصره.

رحلاته العلمية

مال البخاري إلى طلب العلم وحفظ الأحاديث وتحقيقها منذ صغره، ودخل الكتاب وهو صغيراً وحفظ القرآن الكريم وأمهات الكتب في عصره ثم هم بطلب الحديث والأختلاف إلى الشيوخ والعلماء وهو بسن العاشرة، وملازمة مجالس العلم وحلقات الدروس.

وظهر نبوغه بالعلم وهو بعمر العشر سنوات فأخذ العلم من شيوخ بلده البخاري  قبل أن يرتحل منها ، وفي سن الستة عشر عاماً حفظ كتب ابن المبارك ووكيع بن الجراح، وكان أول أرتحاله ورحلاته في مكة حيث أدى فريضة الحج ثم تخلف عن الرجوع مع أمه وأخيه لطلب الحديث من علماء الحرمين، وكان ذلك عام 210 هجرياً. ثم ذهب إلى المدينة المنورة وهناك ألف كتاب التاريخ وهو في عمر الثماني عشرة عام عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم أرتحل بعد ذلك إلى الشام ومصر ونيسابور والكوفة وبغداد والجزيرة ومرو والري وبلح لأخذ الحديث من شيوخ هذه البلاد في عصره.

فقد قال الخطيب: (( رحل في طلب العلم إلى سار محدثي الأمصار))

وقد قال البخري رضي الله عنه قبل موته بشهر: (( كتبت عن ألف وثمانين نفساً)).

فقد أبتدأ بالسماع من شيوخ بلاده أمثال عبد الله بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي.

قال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم وهو تلميذ البخاري وصاحبه وقد سأله: كيف بدأ أمرك؟ فقال له البخاري: (( ألهمت حفظ الحديث وأنا بعمر العشر سنين أو أقل وخرجت من الكتاب بعد العشر وجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره، فقال يوماً فيما يقرأ على الناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم ، فقلت له إن أبا الزبير لم يقرأ عن إبراهيم، فأنتهرني، فقلت له أرجع إلى الأصل ، فدخل ثم خرج وقال لي كيف يا غلام؟ فقلت له: هو الزبير بن عدي عن إبراهيم، فأخذ القلم مني وأصلحه، وقال: صدقت، فقال أصحابه: بن كم أنت؟ فقلت لهم عمري أحدى عشر سنة، فلما بلغت الستة عشر عاماً حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء، ثم ذهبت مع أمي وأخي أحمد إلى الحج فرجع بها وتخلفت أنا لطلب الحديث والعلم ولما بلغت الثماني عشر عاماً جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى وصنفت كتاب التاريخ في هذا الوقت عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة، وكل أسم في كتاب التاريخ إلا وله عندي قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب)).

قوة حفظه وذاكرته

وهب الله الإمام البخاري منذ الصغر قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قويه تدى بها كل الأختبارات التي واجهته.

فقد قال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وأخر يقولان: كان البخاري يختلف إلينا إلى مشايخ البصرة وهو غلام ولا يكتب شيئاً وظل هكذا عدة أيام، فقلنا له أنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع، فقال لنا يوماً بعد ستة عشر يوماً إنكما قد أكثرتما علي وألححتما فاعرضا علي ما كتبتما فأخرجنا إليه ما عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال أيضاً ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد بن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول: (( أحفظ مائتي ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي الف حديث غير صحيح)).

وقد قال أبو بكر الكلواذاني يقول : (( ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الحديث بمرة)).

ولا يخفى أن هذه المقولات فيها مبالغة لاكن فقد دلت على سعة حفظ وتحصيل الإمام البخاري وأنه مختلف عن جميع من بعمره من حيث النبوغ وقوة الذاكرة.

ذهب الإمام البخاري إلى بلدان كثيرة لطلب العلم فقد طلب العلم من شيوخه ببخاري أمثال الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعه ليسوا من الشيوخ الكبار  ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من شيوخه الكبار الذي تتلمذ علي يده ثم ذهب إلى مرو وسمع من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل ثم ذهب إلى نيسابور وسمع هناك من يحيى بن يحيى ومن جماعة أخرى من العلماء، ثم رحل إلى الري وسمع من إبراهيم بن موسى، ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من خلاد بن يحيى وأبي عبد الرحمن المقريء وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي، وسمع بالمدينة من عبد العزيزالأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس، ثم أكمل رحلته في العالم الأسلامي فأرتحل إلى مصر والشام وسمع هناك من أبي اليمان وأدم بن أبي إياس وبشر بن شعيب ومن أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وغيرها من البلدان الأخرى لطلب الحديث وأراد أن يذهب إلى اليمن ليسمع من عبد الرزاق الصنعاني فذهب إلى بغداد وألتقى بيحيى بن جعفر البيكندي وقال له أن عبد الرزاق قد مات فسمع حديث عبد الرزاق من جعفر.

فظهر نبوغه مبكراً فتفوق على أقرانه، وبدءوا يسعون إليه ليتتلمذوا على يديه.

فكان أهل المعرفة  البصريين يأتون إليه ليسمعوا منه ويجالسونه بالطرقات فيتفاود عليه الألاف ليسمعوا منه.

وروي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول: كنت بالبصرة في جامعها، فسمعت منادياً يقول ياأهل العلم  قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا إليه ليطلبوا مجلسه وكنت منهم فلما ذهبت وجدت شاباً يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة ذهبوا إليه وسألوه ليعقد لهم مجلس الإملاء، فعقد لهم مجلس الإملاء، فلما جاء الغد أجتمع أكثر من ألف طالب للحديث وكنت منهم فقال البخاري رحمة الله عليه: ياأهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.

قال أبو أحمد بن عدي الحافظ فقال: سمعت عدة مشايخ يقولون أنه قد قدم البخاري إلى بغداد فسمع بقدومه أصحاب الحديث، فأجتمعوا وجاءوا بأكثر من مائة حديث وقد قلبوا متونها وأسانيدها وأعطوا كل رجل عشرة أحاديث ليجادلوا البخاري بها، وأنتدب رجل في مجلسه وقال له حديث من العشرة فقال له البخاري لا أعرفه وظل هكذا البخاري حتى فرغ من العشرة أحاديث فكان الفقهاء يلتفتون إلى بعضهم البعض ويقولون لقد فهم الرجل، وهكذا أنتدب الأخر تلو الأخر فكان البخاري يرد على أحاديثم بنفس الرد بأنه لا يعرف هذه الأحاديث فلما فرغ عشرتهم رد عليهم وقد رد كل حديث إلى سنده الصحيح، فأقر له العلماء بالحفظ والنبوغ.

تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف، فقد أعطاه الله ذكاءاً حاداً ومثابرة في طلب العلم والتحصيل وذاكرة قوية، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله فكان عالم كبير في الجرح والتعديل، كما كان على معرفة تامة بالأسانيد والصحيح منها والفاسد.

من كلمات البخاري رضي الله عنه

  • (( لا أعلم شيئاً يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة)).
  • (( ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت حديثاً صحيحاً إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي)).
  • (( ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه )).
  • قال أحيد بن أبي جعفر والي البخاري أن البخاري قال: (( رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر)).
  • كما قال البخاري رحمة الله عليه أيضاً: (( ما وضعت في كتابي حديثاً إلا وأغتسلت قبله وصليت ركعتين)).
  • وأضاف أيضاً: (( أرجو أن ألقي الله ولا يحاسبني أني أغتبت أحداً))
  • وقال أيضاً: (( ما قدمت على أحداً إلا كان أنتفاعه بي أكثر من أنتفاعي به)).

زكان البخاري حسن العبادة مقيم الليل قانت زاهد وكان قاريء للقرآن الكريم حيث أنه كان يختم القرآن في اليوم وكان شديد الخشوع في الصلاة لا يشغله عنها شيء، ولا يغتاب أحداً فكان يقول: لا أريد أن يكون لي خصماً يوم القيامة، وكان كريماً متواضعاً.

تتلمذ على يد البخاري

تتلمذ الإمام البخاري على يد الكثيرين من علماء الحديث فقد سافر إلى أنحاء كثيرة لطلب الحديث من شيوخ وعلماء حيث قابل نحو الألف شيخ من هذه البلدان ومن أشهر الشيوخ الذين تتلمذ على يدهم.

  1. الإمام أحمد بن حنبل.
  2. إسماعيل بن إبان.
  3. يحيى بن عبد الله بن بكير.
  4. إسحاق بن راهوية.

وغيرهم كثيرون.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يده الكثير من الشيوخ المشهورين الذين جاءوا إليه من شتى الأمصار ليتتلمذوا على يديه فقد كان البخاري يجلس في بغداد ويجتمع في مجلسه نحو عشرين ألف طالباً للعلم، ومنهم.

  1. حسين بن محمد بن زياد.
  2. عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ.
  3. مسلم بن الحجاج بن مسلم.
  4. أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر.

وغيرهم الكثيرون.

انجازات البخاري في خدمة الأسلام

قد كان الأمام البخري رحمة الله عليه جامع لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم محافظاً عليها من الضياع وقام بالتحري عن الأحاديث الصحيحة ودونها بكتابه وأبتعد عن كل من شك بأمره وتحرى عن كذبه فأصبح كتاب الجامع شامل كل الأحاديث بسندها الصحيح وأصبح هذا العالم الجليل منبراً للعلم يسعى إليه الطلاب من شتى البلدان ليستفيدوا من علمه وفقهه ويدونون أحاديثه كما كان البخاري عالم فقه وإمام من أئمة الجرح والتعديل والبحث عن علل الحديث وكان يرجع للأصل في الحديث ويتحرى عنه، فقد كان موضع تقدير وأحترام جميع علماء عصره الذين أثنوا عليه ومدحوا أجتهادة وأتقانه للعلوم الأسلامية جميعها.

ولم يبخل بعلمه عن أحد فقد كان يتوافد عليه طلاب العلم من شتى البلدان فقد كان في مجلسه نحو العشرين ألف طالب، فقد جعل الله بعض عباده منبراً للعلم وخصهم دون غيرهم بالحفاظ عن موروثات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وممن خصهم الله بذلك هو أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمة الله عليه.

قد يهمك أيضا: سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

مؤلفات البخاري

وكان للبخاري أفضال كثيرة على الأمة الأسلامية فقد كان صاحب فقه وإمام للجرح والتعديل والبحث عن علل الحديث، وقد قام بتدوين علمه في مجموعة من الكتب تعد من أهم وأقوى كتب الشريعة الأسلامية.

  • كتاب الجامع الصحيح المعروف بإسم صحيح البخاري

وهو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي على الأطلاق، فقد أخذ هذا الكتاب مدة طويلة في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه وقد بذل فيه البخاري جهداً كبيراً في التقصي والفحص.

ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض لكتابة الكتاب فقال: (( كنت عند إسحاق بن راهوية، فقال إسحاق: (( لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) فأكمل البخاري: فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح)).

عدد أحاديث هذا الكتاب 7275 حديثاً جمعها من أصل ستمائة ألف حديث كانت بين يديه، فقد كان مدققاً في قبول الرواية ووضع شروط لقبولها، وهي أن يكون معاصراً لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، وهما شرطان أساسيان وهما الرؤية والسماع معاً، هذا إلى جانب الشروط التي يجب توافرها في الراوي وهي أن يكون من الثقات والعدالة والضبط والأتقان والعلم والورع.

لم يتعجل البخاري في إخراج صحيحه للناس بعد أن أنهاه بل أخذ في مراجعته عدة مرات، لذلك صنفه ثلاثة مرات حتى خرج بالصورة الموجودة الأن.

وقد أستحسن هذا الكتاب كبار الشيوخ والعلماء من شيوخه وأقرناءه بعد أن عرضه عليهم، وكان من هؤلاء كبار المحدثين مثل ( علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين) فشهدوا له أن مافيه من أحاديث كلها صحيحه، ثم تلقته الأمة من بعدهم بالقبول وأعدته أصح كتاب من بعد كتاب الله تعالى.

وقد أقبل الكثير من العلماء على هذا الكتاب بالفحص والدراسة، بل وترجم إلى لغات أخرى بل سعى إليه غير المسلمين لدراسته أيضاً.

كان هذا الكتاب هو ذخيرة تحصيل الإمام البخاري للحديث حيث جمع به سبعة 7275 حديث تحرى الحرص والدقة الشديدة أثناء جمعه وأبتعد عن كل مشتبه فيه، فجاء هذا الكتاب ذخراً بالأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد جمع وكتب هذا الكتاب في مدة ستة عشر سنة.

  • الأدب المفرد

تناول في هذا الكتاب الأداب العامة في الأسلام مثل باب بر الوالدين وباب عقوق الوالدين وأداب الجلوس في الطرقات وغيرهم.

وطبع هذا الكتاب في الهند والأستانة والقاهرة طبعات عديدة.

  • كتاب التاريخ الكبير

وهو كتاب كبير قام بترتيب أسماء كل رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع هذا الكتاب في الهند سنة 1362 هجرياً

  • التاريخ الصغير

وهو تاريخ مختصر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة حتى سنة 256 هجرياً، وقد طبع بالهند عام 1325 هجرياً.

  • كتاب خلق أفعال العباد

وطبع بالهند عام 1306 هجرياً

  • كتاب رفع اليدين في الصلاة

وقال فيه العديد من الروايات والأحاديث التي أثبتت أن رفع اليدين في الصلاة سنة ثابته.

  • كتاب القراءة خلف الإمام.

أورد فيه أدلة وجوب قراءة القرآن للمأموم في الصلاة ورد على المخالفين لذلك.

  • كتاب الهبة

وهو مفقود ولكن ذكره وراقه محمد بن أبي الحاتم.

  • المسند الكبير

وهو مفقود ذكره محمد بن يوسف الفريزي على ما نقله حاجي خليفة.

  • المبسوط

صنفه البخاري قبل صحيحه وهو مفقود أيضاً.

  • الوحدان

ذكر فيه الصحابة الذين روى عنهم حديث واحد فقط وهو مفقود ذكره ابن حجر العسقلاني وحاجي خليفة.

وله كتب مخطوطة لم تطبع بعد مثل التاريخ الأوسط وهو موجود بحلب بأسم التاريخ الصغير والتفسير الكبير.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

محنة البخاري

كانت هذه المحنة المؤسفة نتيجة حسد وحقد وغيرة الأقران والعلماء من البخاري وللأسف نرى هذه المحنة بصور مختلفة في عصرنا الحالي، وبدأت هذه المحنة عندما توجه البخاري إلى مدينة نيسابور وهي  من المدن الكبيرة بخراسان فأستقبله الناس بحفاوة كبيرة وكرموه تكريماً شديداً وكانوا يرمون الذهب والفضة في طريقه من شدة تقديرهم وأحترامهم لهذا العالم الجليل، فلقد أستقبله أربعة ألاف رجلاً راكبين الخيول إلا من ركب بغلاً أو حماراً، كما خرج الولاة والعلماء لأستقباله بحفاوة شديدة، وبالغوا بأكرامة بطريقة لم تسبق لأحد من قبله أو بعده، ومن روعة هذا الأستقبال قرر البخاري أن يقيم فيها لفترة طويلة وأتخذ داراً، وكان على رأس علماء نيسابور العالم محمد بن يحيى الذهلي وكان مطاعاً من كل أهل نيسابور بل أنه كان مطاعاً من كل خراسان، وقد كان يتردد على الأمام البخاري ليستفيد منه بل حث الناس على حضور مجالس البخاري فكان يمشي في الجنائز خلفه يسأله عن الكنى والأسامي، ومع طول بقاء البخاري بنيسابور خلت مجالس العلم من عند محمد بن يحيى الذهلي وأصبحت مجالس البخاري تعج بالناس فحقد الذهلي من البخاري، وألف رواية أن البخاري يعتقد بخلق القرآن وحث الناس على ترك مجلسه فلم يستجيب له أحداً وكان في مجلسه الإمام مسلم  بن الحجاج وأحمد بن سلمه فتركوا مجلسه، فزاد غيرة وحقداً على البخاري، فقال بعد حادثة خروج الإمام مسلم من مجلسه: ((لا يساكنني هذا الرجل في البلد))

فأخذ الجهلاء والسفهاء يتهجمون على البخاري في الطرقات بالقول والفعل حتى خرج البخاري من نيسابور، وقد بلغ الحسد أدناه عند الذهلي فنشر الشائعات في كل مدن خراسان فكلما دخل بلد هاجمه السائرين باللفظ والقول وكان ينفي في كل مرة أنه قال أن القرآن مخلوق وأن القرآن منزل من عند الله، وأن أفعال العباد مخلوقة وظل هكذا حتى مكث عن أحد أقربائه في مدينة خرتنك الواقعة بين بخاري وسمرقند.

وقد ضاقت به الدنيا لما لاقاه من أهلها وأقرانه من أفتراءات عليه، وقد كان أخر أيام شهر رمضان، فأخذ بالدعاء والمناجاة لله بأن يأخذه إليه بعد أن ضاقت عليه الدنيا، وكان غالب دعائه في هذه الليالي: (( اللهم إن الأرض قد ضاقت علي، فاقبضني اليك يارب العالمين)).

وفي أول أيام عيد الفطر صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها بعد صلاة العشاء، رحمة الله على إمامنا الجليل البخاري فقد حافظ على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضياع، وكأنه مكلف من الله سبحانه وتعالى للحفاظ على سنن وأحاديث رسول الله لكي تصل إلينا على مر العصور، رحمة الله عليه وأسكنه الله فسيح جناته.

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

أقوال السلف والعلماء في البخاري

  • قال عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني: (( أقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل)).
  • قال أبو الحسن الخزرجي: (( الحافظ أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين)).
  • قال عنه أبو بكر بن أبي شيبة: ((ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل)).
  • قال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: (( كان من خيار الناس ممن جمع وصنف ورحل وحفظ وذاكر وحث عليه، وكثرة عنايته بالأخبار وحفظه للأثار مع علمه بالتاريخ ومعرفة أيام الناس، ولزوم الورع الخفي والعبادة الدائمة إلى إن مات رحمة الله عليه)).
  • قال عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: ((إمام أهل الحديث)).
  • قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: (( ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل)).
  • قال عنه أحمد بن شعيب النسائي: (( ثقة ومأمون صاحب حديث، كيس)).
  • كما قال عنه أبو عيسى الترمذي: (( ولم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل)).
  • قال أيضاً عنه أبو مصعب الزهري: (( مجمد بن إسماعيل أفقه عندنا من أحمد بن حنبل))، ومرة أخرى قال: (( لو أدركت مالكاً ونظرت لوجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحداً في الفقه والحديث)).
  • قال عنه المروزي: (( كان رجل في الحديث ومهر فيه وأبصر وكان حسن المعرفة حسن الحفظ وكان يتفقه)).
  • أيضاً قال عنه إسحاق بن راهوية: (( يامعشر أصحاب الحديث أنظرا إلى هذا الشاب وأكتبوا عنه فأنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن لأحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه)).
  • قال عنه الخطيب البغدادي: ((الإمام في علم الحديث)).
  • قال عنه أيضاً الذهبي: (( الإمام صاحب الصحيح، وكان إماماً حافظاً حجة رأساً في الفقه والحديث ومجتهداً من أفراد العلم مع الدين والورع)).
  • أيضاً قال عنه المزي: (( الحافظ صاحب الصحيح إمام هذا الشأن والمقتدي به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام)).
  • أيضاً قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: ((فقد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين، ما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري)).
  • قال علي بن المديني : (( كان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه)) ومرة أخرى قال: (( لم ير مثل نفسه)).
  • قال عنه عمرو بن علي الفلاس: (( حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث)).
  • قال عنه الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري: (( لا يبغضه إلا حاسد وأشهد أن ليس في الدنيا مثله)) ومرة أخرى قال فيه: (( أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله)).
  • قال عنه أيضاً مسلمة بن القاسم الأندلسي: (( ثقة جليل القدر عالم بالحديث)).
  • كما قال عنه أيضاً يحيى بن جعفر البيكندي: (( لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموت محمد بن إسماعيل ذهاب العلم)).

وغيرهم الكثيرين والكثيرين فقد أثنى عليه الجميع وقاموا بمدحه.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

وفاة البخاري

توفي الإمام البخاري في مدينة خرتنك عام 256 هجرياً في أول أيام عيد الفطر بعد صلاة العشاء ويقال أن عند دفنه شموا الناس رائحة عطرة تفوح من قبره وظلت هكذا فترة طويله، مثلما علمه الذي قاح عطره بأرجاء بلاد المسلمين والعالم بأكمله وبعد أن أفاد الأمة الأسلامية  بعلمه وحفظ أحاديث رسول الله من الضياع، رحمة الله تعالى على جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث أمير مؤمنين المحدثين الإمام الشيخ البخاري.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

البداية والنهاية لأبن كثير.

تاريخ الأسلام ووفيات المشاهير والأعلام للذهبي.

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

تاريخ دمشق لأبن عساكر.

سير أعلام النبلاء للذهبي.

تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني.

تهذيب الأسماء واللغات للنووي

فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.

 

اترك تعليقاً